عرض مشاركة واحدة
   
قديم 30-05-2010, 03:14 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عضو نشيط

الصورة الرمزية بشايــر

إحصائية العضو







بشايــر is on a distinguished road

 

بشايــر غير متواجد حالياً

 


المنتدى : قوافل القرآن الكريم وعلومه
افتراضي والعافين عن الناس

بسم الله الرحمن الرحيم


حثنا الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم على خلق العفو والصفح والتسامح فقال سبحانه :\" وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14) سورة التغابن.
كما أمرَ الله نبيَّه صلى الله عليه وسلم بذلك فقال: \" خُذِ العَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَ [الأعراف:199] .
ولقد جعل الله تعالى خلق العفو من صفات المؤمنين التقين قال تعالى: \" وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) سورة آل عمران .
قال الإمام ابن كثير في تفسيره : أي مع كف الشر يعفون عمن ظلمهم في أنفسهم فلا يبقى في أنفسهم موجدة على أحد وهذا أكمل الأحوال. أ.هـ. تفسير ابن كثير 2/122.
وجعل العفو عن الناس أقرب إلى التقوى , فقال سبحانه : \" وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (237) سورة البقرة.
كما جعله سبباً لمرضاة الله ومغفرته وعفوه , فقال سبحانه :\" إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا (149) سورة النساء.
عن عُرْوَةَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ - يعني ابْنَ الزُّبَيْرِ - في قَوْلِهِ : (خُذِ الْعَفْوَ) قَالَ :أُمِرَ نَبِىُّ اللَّهِ , صلى الله عليه وسلم أَنْ يَأْخُذَ الْعَفْوَ مِنْ أَخْلاَقِ النَّاسِ.أخرجه البخاري 6/76 .
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، أَنَّهُ قَالَ: مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ ، وَمَا زَادَ اللهُ رَجُلاً بِعَفْوٍ إِلاَّ عِزًّا ، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ ِللهِ إِلاَّ رَفَعَهُ اللهُ ، عَزَّ وَجَلَّ. أخرجه أحمد 2/235(7205) و\"الدارِمِي\" 1676 و\"مسلم\" 6684 و\"التِّرمِذي\" 2029 و\"ابن خزيمة\" 2438 .
وأخرج أبو يعلى وأبو الشيخ والحاكم وصححه وتعقبه الذهبي عن أنس قال \" بينا رسول الله صلى الله عليه و سلم جالس إذ رأيناه ضحك حتى بدت ثناياه فقال عمر : ما أضحكك يا رسول الله ؟ قال : رجلا جثيا من أمتي بين يدي رب العزة فقال أحدهما : يا رب خذ لي مظلمتي من أخي قال الله : أعط أخاك مظلمته قال : يا رب لم يبق من حسناتي شيء قال : يا رب يحمل عني من أوزاري وفاضت عينا رسول الله بالبكاء ثم قال : إن ذلك ليوم عظيم يوم تحتاج الناس إلى أن يتحمل عنهم من أوزارهم فقال الله للطالب : ارفع بصرك فانظر في الجنان فرفع رأسه فقال : يا رب أرى مدائن من فضة وقصورا من ذهب مكللة باللؤلؤ لأي نبي هذا لأي صديق هذا لأي شهيد هذا ؟ ! قال : هذا لمن أعطى الثمن قال : يا رب من يملك ثمنه ؟ قال : أنت قال : بماذا ؟ قال : بعفوك عن أخيك قال : يا رب قد عفوت عنه قال : خذ بيد أخيك فأدخله الجنة ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم فإن الله يصلح بين المؤمنين يوم القيامة \" . أخرجه أبو يعلى في (( مسنده )) - كما في (( ابن كثير )) ( 3/ 550- 551) - ، والبخاري في ((الكبير)) ( 2/ 1/ 459) وابن أبي ال دنيا في (( حسن الظن بالله )) ( 66/ 116) ، وابن أبي داود في (( البعث )) ( 32) ، والحاكم ( 4/ 576) ، قَالَ الحاكم : (( صحيح الإسناد )).

يتبع ....






رد مع اقتباس